التوجيهات للمرحله المتوسطه


1- تستقبل الطالبة هذه المرحلة وهي تقبل على دور المراهقة، هذا الدور الدقيق الذي تتضح فيه المواهب المختلفة وتظهر الطالبة قدراتها الفنية، وتحتاج إلى وسائل ناجحة للتعبير عن هذه القدرات، فمن الضروري العمل على الاستفادة منها في تنميتها وتوجيهها بما يتفق مع البيئة الطبيعية والاجتماعية للفتاة المسلمة، وما يتصل بخصائصها في التعبير عن شخصيتها بالفنون، لتكون عندها خبرات عملية مع الدراسات النظرية تمكنها من النجاح في حياتها وأداء الواجبات الخاصة بها على أتم نظام وأكمل وجه.
2- ولا تؤتي هذه الدراسة ثمارها إلا إذا تعرفت الطالبة تعرفاً كاملاً على بيئتها، وأدركت بالملاحظة والتجربة كيفية استثمار ما فيها من مواد للانتفاع بها في الحياة المنزلية والرقي بالمستوى الاجتماعي في حياة الأسرة. والطالبة تميل بطبيعتها إلى هذا الاتجاه؛ ولهذا ينبغي أن تحسن المعلمة توجيهها وتشعرها بأنها تعيش معها في بيئتها محاولة التعبير عن ذلك في المناسبات المختلفة واختيار الموضوعات الملائمة ومنح الطالبات فرصة كافية للتعبير عن ميولهن من صميم بيئتهن. ويمكن تحقيق ذلك بالوسائل الآتية:
أ- الإطلاع على التراث الفني وخاصة الإسلامي منه بكل الوسائل الملائمة لبيئة الطالبة حتى لا تحرم الاستفادة من حضارة أمتنا الإسلامية العريقة.
ب- الاهتمام بالمعارض المدرسية للتربية الفنية حيث يتاح للطالبة أن تظهر خبراتها في ميدان المنافسة النزيهة التي تشجع الطالبات على المزيد من إنتاجهن والجودة في عملهن، والتقدم المستمر في كافة نشاطهن.
ج*- والمكتبة المدرسة تساهم في تحقيق هذه الغاية بما تحويه من كتب ومؤلفات ونماذج
زخرفية لمنظر طبيعية، وذلك يستدعي العناية بها وتمكين الطالبات من حين إلى آخر من الاطلاع عليها والاستفادة منها.
د- توفير جميع الخامات التي يتطلبها العمل الفني، وتهيئة الفرصة للطالبات لاستخدام جميع الخامات المناسبة التي يتطلبها المنهج في هذه المرحلة. على أن تكون الأعمال التي تقوم بها التلميذات ذات طابع ابتكاري يساعد على تنمية قدرة التذوق الجمالي في ملاحظة إمكان الجمع بين خامتين أو أكثر بشكل متجانس تبعاً لحاجة التصميم، وأن توجه العناية إلى الاستفادة من بقايا الخامات.
3- يجب أن تكون حجرة التربية الفنية والزخرفة مرآة عاكسة للقيم الفنية التي تبثها المعلمة في تلميذاتها، وكلما كانت هذه الحجرة على جانب عظيم من النظام والتنسيق من حيث حفظ كراسات التلميذات وانتاجهن وإعداد الخامات وسهولة تناولها من درس إلى آخر، أدت الحجرة وظيفتها الحقيقة وكانت عوناً للمعلمة والتلميذات على الانتاج وتوفير الوقت. وإن في استمرار تعويد الطالبات على القيام بواجبات التنظيم والتوزيع والترتيب والنظافة خير حافز لهن على تعود الصفات الأخلاقية الطيبة التي ينعكس أثرها في السمو بإنتاجهن الفني، وعلى المعلمة أن تشرف على إنتاج الطالبات وعرض هذا الإنتاج على الجدران الخاصة بحجرة التربية الفنية.
4- الاستعانة بوسائل الإيضاح المختلفة التي تتلاءم مع بيئتي الفتاة الدينية والاجتماعية كأن تشمل عرضا لنماذج فنية طبيعية ملونة مثل الحدائق والبساتين بما فيها من أشجار ونخيل وأزهار وما فيها من ينابيع وعيون تمثل ما في بيئتنا والبيئات الأخرى من مناظر طبيعية خلابة. وتشمل عرض أعمال فنية متنوعة لمختلف الحضارات والثقافات والبيئات مثل (رؤية المعارض والمعروضات المدرسية المختلفة للمناطق والبيئات المحلية والزخارف الإسلامية واستعمالاتها وأماكن تواجدها ومشاهدة نماذج لبعض الصناعات اليدوية
الشعبية مثل صناعة الخرز وجريد النخل ولفخار، وعرض للملابس العربية وما فيها من زخارف وحلي جميلة (بدون أشخاص) لتبصير الطالبة ببيئتها، وصقل ثقافتها الفنية الشعبية، وإشباع روح البحث عندها بما يخدم البلد في المحافظة على التراث الشعبي وتربية روح الجمال عند الطالبة بما لا يتنافى مع تقاليدنا العريقة وديننا الحنيف).
5- الفن هواية محببة لدى نفوس كثير من الطالبات، فعلى المعلمة تشجيع هذه الهواية لما لها من أثر طيب في نمو الذوق الجمالي ورقي العواطف.
6- وينبغي أن تترك المعلمة للطالبة حرية اختيار التصميم والزخرفة والنقوش والألوان لتربي روح الابتكار في نفوس الطالبات مكتفية في ذلك بالإرشاد والوجيه وتربية الذوق في الزخرفة والعمل على تنسيق وانسجام الألوان مع بعضها. وبناء على ذلك يتحتم على المعلمة مواصلة البحث مع التلميذات عن الفنون والتراث الشعبي حتى تخرج التصميمات ممثلة لأجمل ما في أعماق البيئة المحلية.
ومما يجب الانتباه إليه صحة طريقة العمل ومراعاة الجلسة الصحية أثناءه، فكثيراً ما تخطئ الفتاة في طريقة مسك الأدوات والخامات، ويحسن أن تعلمها المعلمة الطريقة الحسنة السليمة، وتعرفها بعض الاصطلاحات الخاصة بذلك.
8- على المعلمة ألا تغفل عن ذكر المادة العلمية والناحية الفنية والجمالية للقطعة أو الموضوع فتذكر مثلاً أنواع الخامات ومصادرها، والأدوات ومميزاتها وكيفية اختيارها ومدى ملاءمتها للموضوع بصفة خاصة وللبيئة والحالتين الاجتماعية والاقتصادية بصفة عامة.